“حاجة تخوف” تختتم عروض المهرجان القومي للمسرح المصري بالمحافظات
المهرجان يُعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تُنظمها وزارة الثقافة، ويهدف منذ انطلاقه عام 2006 إلى دعم وتطوير الحركة المسرحية المصرية.

“حاجة تخوف” تختتم عروض المهرجان القومي للمسرح المصري بالمحافظات
بعرضه المسرحي “حاجة تخوف” الذي جمع فيه أكثر من خمسين ممثلاً وممثلة، أمضوا عاما ونصف العام من التدريب في مركز الإبداع الفني في القاهرة، ضمن الدفعة الثالثة لأستوديو المواهب في المركز، اختتم المخرج خالد جلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري بالمحافظات، والتي كان حفل اختتامها بمحافظة أسيوط.
وكانت فعاليات المهرجان في المحافظات انطلقت من محافظة الغربية-طنطا، وأوضح خلالها رئيس المهرجان محمد رياض أنه تم اختيار أربع محافظات رئيسية لتمثل أقاليم مصر الجغرافية في المهرجان وهي: محافظة أسيوط ممثلة للوجه القبلي، ومحافظة الإسكندرية ممثلة للوجه البحري، ومدينة طنطا بمحافظة الغربية ممثلة لوسط الدلتا، ومحافظة بورسعيد ممثلة لإقليم القناة، موضحا أن كل عام سيتم اختيار محافظات مختلفة من كل إقليم.
والمهرجان هذا العام شعار “المهرجان في كل مصر”، وذلك بتنظيم جولات للمهرجان بالمحافظات، تهدف إلى تعزيز العدالة الثقافية، وإتاحة الإبداع المسرحي أمام الجمهور في مختلف المحافظات المصرية.
ومسرحية “حاجة تخوف” هي تجربة مسرحية فريدة تمزج بين الخيال المسرحي والواقع الاجتماعي، وتستعرض في إطار فني ساخر ومؤثر مخاوف الإنسان المعاصر في ظل المتغيرات النفسية والسياسية والاجتماعية.

ويضم العرض مجموعة من المواهب الشابة المتألقة التي تخرّجت من ورش الإخراج والتمثيل تحت إشراف خالد جلال، وقد حاز العمل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة السابعة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري، دورة “سميحة أيوب”، تقديرًا لتجربته الإبداعية الجريئة ولمستواه الجمالي العالي، مما جعله من أكثر العروض التي لاقت اهتمامًا جماهيريًا ونقديًا في عروض المهرجان.
وإلى جانب عرض “حاجة تخوف” شهد حفل الختام تكريم الكاتب الكبير درويش الأسيوطي، تقديرًا لمسيرته الطويلة في إثراء الحركة المسرحية والثقافية المصرية، حيث عبّر عن اعتزازه بهذا التقدير في مدينته وبين أبناء الصعيد، كما كرّم الفنان محمد رياض محافظ أسيوط، اللواء هشام أبوالنصر، تقديرًا لجهوده في دعم المهرجان وإنجاح فعالياته، مؤكدًا في كلمته أن “المسرح بدون جمهور لا يكتمل، وأسيوط كانت خير مضيف لهذا العرس الثقافي.”
وفي كلمته للحضور، صرّح المحافظ عن مشروع قيد الإعداد لإقامة مدينة للإنتاج الإعلامي على أرض مدينة القوصية، في خطوة طموحة نحو تمكين الثقافة والإعلام بالصعيد المصري، وتضمّن الحفل أيضًا تكريم كل المدربين والمبدعين الذين شاركوا في الورش والندوات الثقافية خلال فترة انعقاد المهرجان في المحافظة، وهم الفنان ضياء عبدالخالق، والدكتور حسام عطاالله، والمخرج أسامة عبدالرؤوف، والفنان حسام الدين عبدالعزيز، كما مُنحت شهادات مشاركة لكل المتدربين من شباب أسيوط والصعيد الذين التحقوا بالورش وشاركوا في الفعاليات بجدية وحماس.
وفي كلمته، أكد المخرج عادل عبده، مدير المهرجان، أن الدورة الحالية حملت رسالة قوية مفادها أن المسرح للجميع، وأن مصر بثقافتها وفنها باقية ومتجددة في كل محافظاتها، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق المشاركة في هذه الدورة.
ومن جانبها، وجّهت الفنانة رانيا فريد شوقي كلمة مؤثرة للجمهور قالت فيها: “المسرح في الصعيد له طعم خاص.. وهذه الليلة تؤكد أن الجمهور في كل مكان متعطش للفن الحقيقي”، وأشادت بالحضور الكبير ووعي الجمهور الأسيوطي بالفن المسرحي، بينما عبّر الفنان ميدو عادل عن سعادته قائلًا: “سعيد بمشاركتي في هذا الختام المميز، المسرح هو حياتنا، والصعيد يستحق كل فن راقٍ”، أما الإعلامية بوسي شلبي، فأكدت أن الحدث “يعكس وجهًا مشرفًا للفن والثقافة في مصر، ويجب دعمه إعلاميًا ليصل إلى كل بيت.”

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري تنعقد في الفترة من 20 يوليو الجاري وحتى 6 أغسطس المقبل، ويُقام حفل الافتتاح والختام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور نخبة من نجوم المسرح والفن والثقافة.
وكانت إدارة المهرجان قد قررت في وقت سابق إطلاق اسم الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب على مسابقة العروض المسرحية، وذلك بموافقة وإجماع أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، ويُعد هذا القرار بمثابة تخليد لاسم سيدة المسرح العربي، التي أثرت الساحة الفنية بأعمال خالدة ومساهمات بارزة كممثلة ومخرجة ومديرة لفرق كبرى مثل المسرح الحديث والمسرح القومي، فضلًا عن مكانتها الرمزية في تاريخ المسرح المصري.
ويُعد المهرجان أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تُنظمها وزارة الثقافة، ويهدف منذ انطلاقه عام 2006 إلى دعم وتطوير الحركة المسرحية المصرية، والاحتفاء بالإبداع المسرحي بكافة أشكاله واتجاهاته، وهو مهرجان تنافسي يعرض مختارات من العروض المسرحية التي قُدّمت خلال العام في مختلف أرجاء مصر.
ومنذ انطلاقه، أصبح المهرجان منصة لتكريم الرواد والمبدعين، وخلق حوار فني بين الأجيال، وإبراز الطاقات الجديدة في مجالات التأليف، والإخراج، والتمثيل، والسينوغرافيا، كما يقدّم في كل دورة برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا يشمل العروض المسرحية، والندوات الفكرية، والورش الفنية، بالإضافة إلى تكريم رموز المسرح المصري الذين أثروا الساحة الفنية بعطائهم وإبداعهم.