عرضت اليوم مسرحية “البهلول” من إنتاج شركة مشيرب للإنتاج الفني في ختام العروض العروض المتنافسة في الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات على خشبة ويختتم غدا السبت بمسرح “يوفينيو”.
المسرحية من تأليف مشترك لطالب الدوس وسعود التميمي، ومن إخراج جاسم الأنصاري، وشارك في تنفيذ العمل الرشيد عيسى مخرج منفذ، وسعود التميمي مخرج مساعد، فيما ضم طاقم التمثيل نخبة من الفنانين، من بينهم خالد عبدالكريم، آلاء نجم، أحمد عفيف، علي الشرشني، فارس يوسف، محمد حسن، فيصل المطاوعة، سيف اليازوري، شيراز، روان، إلى جانب جوقة ضمت محمد عثمان، أحمد عبدالله، مازن حمد، وأحمد عبدالواحد.
وقدمت “البهلول” معالجة درامية إنسانية تتخللها لمحات كوميدية لتعيد طرح مفاهيم الكرامة، والعدالة، والحرية من خلال شخصية بهلول، مهرج القصر ورفيق الملك، الذي يجد نفسه في مواجهة تحولات عميقة داخل أسوار القصر وخارجها، وينقل النص صراعا بين الظاهر والحقيقة في قالب مسرحي يتنقل بين أروقة الحكم وهموم الناس البسطاء.
وعقب العرض، أُقيمت ندوة تطبيقية وصف فيها الدكتور فراج الفزاري (من السودان) العمل بأنه متكامل ويجمع صفوة المسرحيين، مشيدا بتوظيف النص للتراث والأساطير بطريقة عصرية.
واعتبر شخصية “بهلول” امتدادا لرموز شعبية مثل جحا والشاطر حسن، مبينا أن المسرح القطري يُعد من أبرز المسارح العربية في استلهام التراث.
وقال الدكتور بهاء الشمري (من العراق) إن النص جاء محكما، بينما نجح المخرج في تقديم رؤيته الفلسفية ببراعة، واستثمر خشبة المسرح بنجاح على المستويين العمودي والأفقي، وأثنى على توظيف الإضاءة والأداء التمثيلي، خصوصا أداء شخصية بهلول.
وفي سياق متصل، أبرز الفنان ياسر أسلم أن مهرجان الدوحة المسرحي تجاوز كونه مجرد فعالية سنوية ليصبح منصة حقيقية للحوار بين الأجيال، معتبرا اللقاء بين الشباب ورواد المسرح القطري يمثل شهادة على نجاح المهرجان في الحفاظ على استمراريته كتقليد ثقافي متجدد، خاصة أن قطر راهنت، حين استثمرت في فنانيها ومبدعيها، على ثوابت الهوية الفنية والثقافية.
بدورها، وصفت الفنانة فاطمة الجشي مشاركتها في المهرجان عبر مسرحية “ريحة الهيل” بالتجربة الاستثنائية، منوهة بكونها الممثلة السعودية الوحيدة في هذه الدورة، وهو ما حمّلها مسؤولية كبيرة.
وعبّرت عن سعادتها بالوقوف على خشبة المسرح القطري إلى جانب الفنان الكبير عبدالرحمن المناعي، معتبرة هذه المشاركة بداية لمساهمات مستقبلية أوسع في المحافل الخليجية والعربية.
