مهرجانات

دبا الحصن للمسرح الثنائي: دورة ثامنة تدعم الديودراما في المسرح العربي

المهرجان اختتم بالعرض المصري "بروفايل" من تقديم فرقة "ليالي المصري" وهو من تأليف ناهد الطحان، ودراماتورجيا وإخراج إيناس المصري.

على امتداد خمسة أيام، استمتع عشاق المسرح في الشارقة بعروض الديودراما التي عرضت ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

المهرجان الذي انطلق في 23 مايو الجاري واستمر حتى الـ28 من الشهر نفسه، اختتم فعالياته بتقديم العرض المصري “بروفايل” من تقديم فرقة “ليالي المصري”، وهو من تأليف ناهد الطحان، ودراماتورجيا وإخراج إيناس المصري، وأدى دور البطولة فيه مي رضا ونشوة محمد.

وتناول العرض لقاءً تخيليا بين شخصيتين نسائيتين من عصور وسياقات ثقافية مختلفة، هما “ميديا” من الميثولوجيا الإغريقية و”أمينة” بطلة ثلاثية نجيب محفوظ، واعتمد العرض على الحوار المكثف، واستخدام الوسائط الرقمية والموسيقى والمؤثرات الصوتية لتعزيز البنية السردية والبصرية.

ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان أقيم "ملتقى الشارقة للمسرح العربي" في دورته العشرين تحت عنوان "المسرح والحياة"
ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان أقيم “ملتقى الشارقة للمسرح العربي” في دورته العشرين تحت عنوان “المسرح والحياة”

وعقب العرض، أقيمت ندوة نقدية أدارها الفنان المسرحي المصري فادي نشأت، شهدت مداخلات أثنت على العمل، من حيث الطرح والمعالجة، وأشادت بأداء الفريق وطموحه في طرح قضايا مجتمعية راهنة.

وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت هذا العام، بمشاركة خمس فرق مسرحية عربية قدمت عروضاً تنتمي إلى قالب المسرح الثنائي، وهي: “17 ساعة” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، و”خلاص فردي” لفرقة تجمع أشجار من سوريا، و”حياة وحلم” لفرقة مسرح الشامات من المغرب، و”لتحضير بيضة مسلوقة” لفرقة المسرح الكويتي، إلى جانب العرض المصري “بروفايل”.

كما استضاف المهرجان ضمن فعالياته النسخة العشرين من “ملتقى الشارقة للمسرح العربي”، ونظم ثلاث ورش عمل تخصصية استهدفت منشطي المسرح المدرسي، تناولت موضوعات في الإخراج، والسينوغرافيا، وفن الدمى.

وأكدت عائشة الحوسني، المنسق العام للمهرجان، أن المهرجان أصبح تقليدًا سنويًا ينتظره المسرحيون والمتابعون، ويعكس دور إمارة الشارقة في دعم الفنون والابتكار المسرحي، مشيرةً إلى أن كل عرض يُقدم تجربة إنسانية وفنية عميقة داخل إطار ثنائي يُحفّز على التفكير والتفاعل.

وأقيم “ملتقى الشارقة للمسرح العربي” في دورته العشرين، يومي 24 و25 مايو الجاري تحت عنوان “المسرح والحياة”، بمشاركة نخبة من المفكرين والنقاد والممارسين المسرحيين من الوطن العربي، حيث يناقش الملتقى دور المسرح في مواكبة تحولات الحياة المعاصرة، وعلاقته بالفلسفة والفنون والعلوم الاجتماعية.

من جانبها قالت علياء الزعابي، مساعد المنسق العام، إن الملتقى يُعد منصة فكرية متجددة لتبادل الآراء والحوارات المعمقة حول المسرح وقيمته الثقافية والإنسانية، مشيرة إلى أن هذه الدورة تحتفي بمرور عشرين عاما على انطلاقة الملتقى، الذي بات جزءًا أساسياً من المشهد المسرحي العربي. وأدار جلسات الملتقى الدكتور خالد البناي، بمشاركة باحثين وأكاديميين من العالم العربي.

وقدّم الدكتور محمد العناز مداخلة بعنوان “تأويل الحياة في المسرح المغربي”، ركّز فيها على العلاقة بين الفن والحياة من منظور وجودي، مستعرضاً تجليات ذلك في مسرحية “الببوش أو أكلة الحلزون”، فيما تناولت الدكتورة كاتيا الطويل من لبنان “علاقة المسرح اللبناني بالواقع”، مؤكدة قدرة المسرح على تجاوز انعكاس الواقع إلى طرح الأسئلة الجوهرية التي تمس صميم المجتمع.

كما قدم الفنان اللبناني زياد عيتاني شهادة بعنوان “كيف تحيا المدن بحياة خشباتها.. بيروت نموذجا”، استعرض فيها تأثير المسرح في وجدان المدن وتاريخها، مشيراً إلى دور المسرح في لمّ شمل الناس بعد الحرب، وتجديد الأمل في بيروت بدءاً من عام 2015.

“بروفايل” لقاءً تخيلي بين شخصيتي “ميديا” الإغريقية و”أمينة” بطلة ثلاثية نجيب محفوظ اختتم فعاليات المهرجان

وفي ختام الملتقى، كرّم أحمد بورحيمة المشاركين من الفنانين والباحثين، وسلّمهم شهادات تقدير لمساهماتهم في إنجاح الحدث. وأسهم الملتقى على مدى عقدين من الزمان في رفد جهود التنظير والتفكير في الممارسة المسرحية العربية، موفرا فضاء للتناظر والحوار والنقاش العلمي، انسجاما مع ثنائية الفرجة والمرجعية البحثية.

وضمن البرنامج التدريبي للمهرجان، استضافت جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح ورشة بعنوان “توظيف الدمى في المسرح المدرسي”، قدمها الفنان اللبناني الدكتور كريم دكروب بمشاركة 30 متدرباً، واشتملت الورشة على استعراض نظري لمسيرة فن الدمى، يليه تطبيق عملي لصناعة “عروسة عصا” باستخدام خامات متعددة، ومناقشة دور الدمية في إثراء العرض المسرحي المدرسي.

يذكر أن مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي تأسس عام 2016، ترجمة لتوجيهات حاكم الشارقة، بهدف نشر وتنويع النشاط المسرحي في الإمارة، ومد وتعزيز جسور التواصل وتبادل المعرفة بين المسرحيين الإماراتيين وأشقائهم في الوطن العربي.

المصدر : العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى