“سينما فينيريا” يستعد لدورة ثانية تدعم هواة السينما في تونس والعالم
المهرجان يُعدّ تظاهرة سينمائية سنوية تُقام في مدينة الكاف، وتُركز بشكل خاص على دعم وتشجيع الهواة في مجال صناعة السينما.

“سينما فينيريا” يستعد لدورة ثانية تدعم هواة السينما في تونس والعالم
أعلنت إدارة مهرجان “سينما فينيريا للهواة” عن قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية ضمن دورته الثانية، المقرر انطلاقها في الفترة من 20 إلى 22 يونيو الجاري، بمشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية، تتصدرها السينما المصرية بأربعة أفلام قصيرة.
وتنافس مصر في مسابقات المهرجان بأفلام: “مرار بطعم الشوكولاتة” للمخرج مصطفى وفيق، الذي سبق أن شارك في عدد من المهرجانات السينمائية المحلية والدولية، أبرزها مهرجان القدس للسينما العربية، كما حصل مؤخرا على جائزة الجمهور الكبرى في الدورة الـ58 من مهرجان البوابة الرقمية الدولي بالجزائر، ويسلط الضوء على مشكلة التنمر الوظيفي وتأثيره الذي ينعكس بشكل كبير على الواقع الاجتماعي الحالي.
ويتناول الفيلم ظاهرة التنمر الوظيفي بشكل جديد ومختلف، بأسلوب صامت يعتمد في تقديمه على تعبيرات الممثلين فقط، مع إضفاء نوع من الكوميديا البسيطة، الفيلم تأليف وإخراج مصطفى وفيق، وبطولة وئام سام، وعمر عسران، وولي حنا، وعلي الشرشابي.
◄ في السنوات الأخيرة برزت مهرجانات وتظاهرات مثل مهرجان سينما فينيريا للهواة، ومبادرات أخرى داخل الجهات بهدف توفير منصات عرض وتشجيع لهواة السينما
كما يشارك من مصر أفلام “سر الإسكندرية” للمخرجة ياسمين أحمد، و”كلها تفرج” للمخرج أحمد عزت، و”مبروك ما جالك” للمخرج إسلام عبدالجواد، ضمن فعاليات المهرجان الذي يسلط الضوء على تجارب سينمائية شبابية واعدة.
كما تشارك الجزائر بفيلمين هما: “vantblack” لأكرم بن سعيد، و”لأجل أبي” للمخرج عبدالجليل بولحبال، بينما يمثل المغرب فيلم “هلوسة” للمخرج مصطفى الإدريسي، ويشارك من العراق فيلمان هما: “إنتيمينا” لأحمد حليم، و”ساعي البريد” لحسين مهدي.
ويمثل البحرين فيلم “مقبرة العقل” لمريم عبد الغفار، فيما تشارك الولايات المتحدة الأمريكية بفيلم “Life Note” أو “ملاحظة الحياة” للمخرج رشيد جنين، ومن لبنان فيلم “بيروت أنثى” للمخرجة كرستين إبراهيم، ومن موريتانيا فيلم “أميرة” لبوبكر إبراهيم المامي، وأخيرًا من الأردن فيلم “ترويدة” للمخرجة موني أبو سمرا.
وكشفت إدارة الدورة الثانية من المهرجان عن الأفلام التونسية المشاركة في مسابقة الأفلام الوطنية، حيث تضم أربعة أفلام مميزة تعكس تنوع الرؤى والأساليب الإبداعية، وجهود السينمائيين الهواة في تقديم سينما جادة ترتقي بحراك الفن السابع في تونس.
والفيلم الأول المشارك ضمن هذه المسابقة هو فيلم “الفيصل” للمخرجة هبة لبيض، والذي يحمل بعدًا بصريًا شاعريًا من خلال تفاعل الإنسان والطبيعة. أما الفيلم الثاني فهو “Of Scarecrows & The Red Zone” للمخرج جلال الدين الفازعي، الذي يقدم رؤية سينمائية عميقة تربط بين الواقع والرمز. ويشارك أيضًا فيلم “أبوكان” للمخرج كريمة الطرابلسي، وهو عمل درامي بصري بالأبيض والأسود يلامس التوترات العاطفية. إلى جانب فيلم “Femmes sur scène” للمخرجة زينب بن صالح، الذي يسلّط الضوء على حضور النساء في الفضاء المسرحي، في تجربة فنية تتقاطع فيها الصورة مع الأداء.

وإلى جانب عروض الأفلام يقدم المهرجان لجمهوره من السينمائيين والهواة ثلاث دورات تكوينية في تخصصات مختلفة هي كتابة السيناريو، التصوير والإخراج السينمائي.
ويُعد مهرجان سينما فينيريا تظاهرة سينمائية سنوية تُقام في مدينة الكاف شمال غرب تونس، وتُركز بشكل خاص على دعم وتشجيع الهواة في مجال صناعة السينما، وهو ما يجعله منصة فريدة تُمكن صناع الأفلام غير المحترفين من عرض أعمالهم والتفاعل مع جمهور حقيقي.
ويتضمن البرنامج العام للمهرجان مسابقتين رئيسيتين، الأولى وطنية مخصصة للأفلام القصيرة التي ينجزها الهواة التونسيون، والثانية دولية تستقطب مشاركات من دول عربية عديدة مثل مصر، الجزائر، ليبيا، المغرب، سوريا، لبنان، وفلسطين. هذا الانفتاح الإقليمي يمنح المهرجان بعدًا ثقافيًا عربيًا ويعزز فرص التبادل الفني بين المشاركين.
وتحظى سينما الهواة في تونس بأهمية في قطاع الفن السابع يعود إلى نشأتها الأولى، حيث وجدت في سياق ثقافي وفني يطمح إلى توسيع قاعدة المشاركة في العمل السينمائي خارج الإطار الأكاديمي أو الإنتاج الرسمي. وقد ارتبطت بدايات هذا النوع من السينما بنشاط النوادي السينمائية منذ ستينيات القرن الماضي، حيث كانت فضاءات ثقافية مثل دور الثقافة والمراكز الشبابية توفر إمكانيات محدودة، لكنها مهمة، لمحبّي السينما لتجريب أدوات التعبير البصري، والتدرب على تقنيات التصوير والمونتاج.
ورغم حيويتها وإسهامها كلبنة أولى في التأسيس للحراك السينمائي في تونس، تواجه سينما الهواة جملة من التحديات، أبرزها نقص التمويل، وضعف البنية التحتية، وغياب التكوين المستمر. كما أن القوانين المنظمة للقطاع السينمائي لا تعترف كثيرًا بالإنتاج غير المحترف، ما يجعل أغلب أعمال المخرجين الهواة خارج منظومة التوزيع والعرض الرسمي. ومع ذلك، فإن تزايد انتشار تقنيات التصوير الرقمية والبرمجيات المجانية سهّل كثيرًا على الهواة إنتاج أفلامهم بإمكانيات بسيطة.
وتشهد سينما الهواة في تونس نموًا متسارعًا، رغم الصعوبات، خاصة مع إقبال الشباب على صناعة الأفلام القصيرة ونشرها على الإنترنت أو مشاركتها في مهرجانات دولية للهواة. كما أن إدماج تقنيات الهاتف المحمول والذكاء الاصطناعي في عملية الإنتاج يفتح آفاقًا جديدة أمام مبدعين يتجاوزون قيود الموارد بإبداعهم. وتُعد هذه السينما اليوم مختبرًا خصبًا لصقل مواهب الغد في المجال السينمائي.
وبرزت في السنوات الأخيرة مهرجانات وتظاهرات مثل مهرجان سينما فينيريا للهواة، ومبادرات أخرى داخل جهات مثل القيروان، جندوبة، وتطاوين، بهدف توفير منصات عرض وتشجيع لهواة السينما، حيث تلعب هذه التظاهرات، رغم صغرها ومحدودية إمكاناتها المادية، دورًا في اكتشاف الأصوات الجديدة وتعزيز الإنتاج البديل، كما تخلق ديناميكية فنية خارج المحور التقليدي للعاصمة تونس.
المصدر : العرب