“الصرام” تهيمن على جوائز الدورة الثالثة من مهرجان الرياض للمسرح
المهرجان قدم برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متكاملًا اشتمل على عروض مسرحية وجلسات نقدية وورشات فنية في حراك مسرحي استثنائي
“الصرام” تهيمن على جوائز الدورة الثالثة من مهرجان الرياض للمسرح
اختتمت مساء الإثنين، فعاليات مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة، بتتويج الفائزين بجوائزه ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية المستمرة؛ لدعم الحراك المسرحي الوطني، وتعزيز الوعي بقطاع المسرح، وتمكين المواهب المسرحية السعودية.
وشهدت فعاليات المهرجان الذي انطلقت في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متكاملًا اشتمل على عروض مسرحية قدّمت تجارب إبداعية متنوّعة من حيث المدارس الفنية، والرؤى الإخراجية، إضافة إلى موضوعات إنسانية وفكرية لامست قضايا المجتمع، وقدّمت قراءات معاصرة تعكس تطور التجربة المسرحية السعودية، وقدرتها على التجديد، والتفاعل مع الجمهور.
وأعلنت لجنة تحكيم المهرجان أسماء الفائزين بجوائز دورته الثالثة، إذ توج بالجائزة الكبرى لأفضل عرض متكامل مسرحية “الصرام” التي تدور أحداثها في مزارع الأحساء خلال مرحلة اكتشاف النفط، مسلطة الضوء على التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي دفعت كثيرًا من العاملين في الزراعة إلى التوجّه نحو شركات النفط، في مقابل التمسك بطقس “الصرام” (جني التمور) بوصفه عنصرًا محوريًا في الهوية المحلية.
كما نالت المسرحية أربع جوائز أخرى للموسيقى والأزياء وأفضل ممثل وجائزة الإخراج.
يذكر أن فعاليات المهرجان قد شهدت على مدى أيامه حراكًا مسرحيًا لافتًا، عكس تنوّع التجارب الإبداعية، وتنامي حضور المسرح في المشهد الثقافي السعودي، مقدما برنامجًا متكاملًا جمع بين العروض المسرحية، وورش العمل التدريبية المتخصصة، إلى جانب القراءات النقدية، والجلسات الحوارية التي ناقشت التجارب المشاركة، وتطور الحركة المسرحية المحلية.
ويسعى الحدث كذلك إلى تطوير مهارات المسرحيين، وصقل قدراتهم في مجالات التمثيل، والإخراج، والسينوغرافيا، وكتابة النص المسرحي، بينما أسهمت القراءات النقدية التي يقدمها في تعزيز دور النقد بوصفه عنصرًا أساسيًا في الارتقاء بالمنتج المسرحي، ورفع مستوى الحوار الثقافي بين الممارسين والجمهور.
وشهدت العروض والأنشطة المصاحبة حضورًا جماهيريًا، وتفاعلًا ملحوظًا، في مؤشر يعكس تنامي الاهتمام بالمسرح والفنون الأدائية، وازدياد الوعي بأهميتهما بوصفهما أحد روافد الثقافة الوطنية، وأداة فاعلة في بناء الذائقة الفنية، وتعزيز التفاعل المجتمعي.
ويشكل مهرجان الرياض للمسرح محطة سنوية جامعة للإبداع المسرحي، ومنصة تُبرز الطاقات الوطنية، وتفتح آفاقًا جديدة تعزز حضور المسرح بوصفه مكوّنًا أصيلًا في المشهد الثقافي الوطني.
المصدر : العرب



