مهرجانات

مهرجان المسرح التونسي يعلن دورة الإبداع والفكر والوفاء

المهرجان يختتم بعرض “عربون 3” تكريمًا للراحل محمد الفاضل الجزيري، أحد رواد المسرح التونسي ومؤسسي التجربة الحداثية.

مهرجان المسرح التونسي يعلن دورة الإبداع والفكر والوفاء

تنطلق فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي “مواسم الإبداع” يوم 24 أكتوبر وتتواصل إلى يوم 8 نوفمبر المقبل. وينظّم هذه التظاهرة المسرح الوطني التونسي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد.

وكشفت الهيئة المديرة للمهرجان خلال ندوة صحفية عقدت الثلاثاء، برنامج هذه الدورة المرتقبة وخصوصياتها والأعمال المسرحية التي ستتسابق على جوائز جمعية عبدالوهاب بن عياد للإبداع المسرحي.

وقال مدير المهرجان الدكتور معز المرابط في كلمته إن دورة هذا العام تحمل إضافات نوعية مقارنة بالدورات السابقة سواء على مستوى التنظيم أو البرنامج أو الامتداد الجغرافي، مضيفا أن فعاليات المهرجان تتوزع على مرحلتين: الأولى بمدينة توزر من 24 إلى 30 أكتوبر الجاري، وتشمل العروض المسرحية والملتقيات الفكرية، فيما تُقام المرحلة الثانية في تونس العاصمة من 31 أكتوبر الجاري إلى 8 نوفمبر المقبل وتتضمن عروض المسابقة الرسمية التي تشمل 14 عرضا مسرحيا.

وذكر أن العروض المشاركة في المسابقة هي من إنتاج شركات مسرحية خاصّة، إلى جانب عمل لمركز الفنون الدرامية والركحية (الخشبية) بنابل إلى جانب عروض من إنتاج المسرح الوطني التونسي.

♦ العروض المشاركة في المسابقة هي من إنتاج شركات مسرحية خاصّة
♦ العروض المشاركة في المسابقة هي من إنتاج شركات مسرحية خاصّة

وعن فعاليات المهرجان في ولاية توزر، أفاد أن المهرجان ينطلق من هذه الجهة في ما يُشبه إعلان ميلاد دورة جديدة تعيد المسرح إلى فضائه الطبيعي وسط الجمهور وفي قلب المناطق الداخلية. كما تحتضن توزر هذه السنة لأول مرة الملتقى التأسيسي لمسرح الجنوب بالشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر.

وتعيش ولاية توزر على مدى أسبوع كامل على وقع برمجة مكثّفة ومتنوعة من العروض والأنشطة الفكرية والتكوينية، ضمن الدورة التأسيسية لمتقى الجنوب للمسرح الذي ينعقد تحت عنوان “المسرح والمدينة”.

وتتوزع الأنشطة على فضاءات مختلفة في 6 معتمديات هي توزر المدينة ونفطة ودقاش وحزوة وتمغزة وحامة الجريد. وتقام هذه العروض في فضاءات متعددة من بينها دار الشريط والمقهى الثقافي المينار ومنتزه البركة ودار الثقافة بحامة الجريد، بالإضافة إلى الساحات العامة في نفطة ودقاش وحزوة، وهي خطوة تهدف إلى تدعيم لامركزية اللامركزية.

ويتابع عشاق الفن الرابع في هذه الجهة مجموعة من العروض المسرحية من إنتاج مختلف، من أبرزها “قرط” من إنتاج المسرح الوطني التونسي وإخراج محمد بوسعيدي و”الأمير الصغير” للمخرج مقداد صالحي و”تسعة” للمخرج معز القديري و”شَعلة” للمخرجة أمينة الدشراوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين و”قصر الثرى” للمخرج حافظ خليفة، بالإضافة إلى عروض جوالة مثل ” Parade Théâtre” في قلب مدينة توزر بمشاركة المركز الوطني لفن العرائس.

وعلى المستوى الفكري، تقام يومي 25 و26 أكتوبر ندوة علمية كبرى بالشراكة بين المسرح الوطني التونسي والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” تحت عنوان: “المسرح التونسي: أسئلة الهوية، الغيرية وتمثلات الذات- نحو مدرسة تونسية في المسرح؟”. يؤثث هذه الندوة نخبة من الأكاديميين والمخرجين والنقاد على غرار عبدالحليم المسعودي ومحمد المديوني وحسام المسعدي ونزار السعيدي وعبدالجليل بوقرة ومحمد مومن وكريم الثليبي وفوزية المزي.

وتهتم الجلسات بعدة محاور تتعلق بمسألة الهوية في المسرح التونسي والعلاقة بين الذات والآخر وجدلية المحلية والعالمية، إلى جانب التساؤل حول إمكانية الحديث عن مدرسة تونسية في المسرح.

وبعد أسبوع من الفعل الثقافي في توزر، تنتقل فعاليات المهرجان إلى تونس العاصمة بداية من 31 أكتوبر الجاري، حيث تحتضن قاعة الفن الرابع وقاعة الأديتوريوم بقصر المسرح في الحلفاوين العروض المشاركة في المسابقة الرسمية، التي تضم أربعة عشر 14 عملا مسرحيا تم اختيارها من قبل لجنة مختصة برئاسة لطفي العربي السنوسي وعضوية سيف الفرشيشي وجميلة التليلي. وتحتكم عروض المسابقة الرسمية إلى لجنة تحكيم يرأسها محمد المديوني وتضم فائزة المسعودي وصالح الفالح ورمزي عزيز، حيث ستسند الجوائز الرسمية لأفضل عرض متكامل وأفضل إخراج وأفضل نص وأفضل أداء رجالي وأفضل أداء نسائي.

♦ المهرجان ينطلق من هذه الجهة في ما يُشبه إعلان ميلاد دورة جديدة تعيد المسرح إلى فضائه الطبيعي وسط الجمهور وفي قلب المناطق الداخلية

وهذه الأعمال هي “وراك  من إخراج أوس إبراهيم و”تمثال حجر” لكريم عاشور و”كيما اليوم” للمخرجة ليلى طوبال و”رار” لعز الدين بشير و”الوحش فيّ” لمحمد البركاتي و”لعفرتة” من إخراج يوسف مارس و”9 أو أرمدجون” لمعز القديري و”الزنوس” لصالح حمودة و”الهاربات” للمخرجة وفاء الطبوبي و”جاكراندا” لنزار السعيدي و”سقوط حر” لنعمان حمدة و”سوڨرا” لحاتم دربال و”على وجه الخطأ” من إخراج عبدالقادر بن سعيد و”سيدة كركوان” للثنائي وجدي القايدي وحسام الساحلي.

كما يواصل المهرجان إسناد ثلاث جوائز تشجيعية لدعم المواهب الشابة في المجالات الموازية للمسرح وهي “جائزة أفضل مقال نقدي” وتحتكم للجنة برئاسة فوزية بلحاج المزي وعضوية ليلى بورقعة. و”جائزة أفضل فيديو” برئاسة مراد بن الشيخ وعضوية نضال قيقة وكذلك جائزة “أفضل صورة فوتوغرافية” برئاسة قيس بن فرحات وعضوية أميرة زيلي.

وضمن البرنامج الموازي، يحتضن فضاء “أغورا المواسم” حلقات نقاش مفتوحة بين الفنانين والباحثين وصنّاع القرار حول السياسات الثقافية والتشريعات ودور المسرح في الحياة العامة. كما ينظّم المهرجان بالتعاون مع المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر معرضا تشكيليا بعنوان “مشهديات” تكريما للفنان الراحل عادل مقديش أحد أبرز رموز الفن التشكيلي التونسي الذي أسهم في ربط التشكيل بالمشهد المسرحي من خلال أبحاثه حول الصورة والفضاء.

ويُختتم المهرجان بعرض خاص بعنوان “عربون 3”، تكريمًا للراحل محمد الفاضل الجزيري، أحد رواد المسرح التونسي ومؤسسي التجربة الحداثية على الخشبة. ويأتي هذا العرض كعربون وفاء لرمز ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المسرح الوطني وعلامة خالدة في مسيرة الإبداع التونسي. وتكريما للجزيري يقدّم المهرجان فضاء “شاشات المواسم” لعرض أفلام ووثائقيات حول عدد من الأعمال المسرحية والسينمائية لهذا الفنان.

ويكرّم المهرجان أيضا روح الفنان الراحل أنور الشعافي المدير العام الأسبق لمؤسسة المسرح الوطني التونسي، الذي توفي أفريل الماضي، وذلك وفاء لمسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود أسس خلالها الفقيد لمسرح تجريبي من خلال أعمال بارزة مثل “بعد حين” و”والآن” و”أو لا تكون” و”ترى ما رأيت” و”هوامش على شريط الذاكرة” و”كابوس أينشتاين”. كما أسس فرقة مسرح التجريب بمدنين سنة 1989 وأطلق المهرجان الوطني لمسرح التجريب سنة 1992، وكان المدير المؤسس لمركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين سنة 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى