مقالات

سلطة الفكر الواحد / د.هيثم عبد الرزاق

سلطة الفكر الواحد قصة ارادة الدراما مابين المأساة والتراجيديا والعولمه

ابطال مجتمع المسرح العربي والنص العراقي كظاهره خاصه حاليا (بمعزل عن استثناءات قليله) ضحايا معتقلين ومكبلين ليس من الرقيب الفكري كما كان سابقا انما من دوافع ثقافيه لاإراديه تكرست تاريخيا في تكوين سلوك النص والعرض وهي دوافع (النفاق الفكري وتظاهرحماسه التحدي العاطفي ) . هذه السلوكيات الفكرية والعاطفيه هي بالتأكيد نتاج الوضع السياسي الذي استطاع تاريخيا سلب وتفريغ وتصفيه سلوك العقل الجدلي وقدرته (من انتاج الواقع الى استهلاك الراهن ) بفعل سلطة الفكر الواحد، هذا السلوك القهري تاريخيا وبمرور الوقت والتدريب سلب الانتاج الفكري والاداء من القدرة على التحدي واثاره الاسئله الواقعيه الى تكريس سلوك التفاوض والحلول المنافقة مع الذات لرمي شكوى هذا الشعور على الاخر لتمرير خوف وفشل الذات على المواجه. ان الاندماج بهذا الشعور بمرور الوقت تحول الى نوع من التدجين والتصعيد الشعري للشكوى والنواح وانتقل بالعدوى الى المتلقي لدرجه التسليه بالنواح والتصفيق لغزل الشكوى، كأنه التغني بالشكوى نوع من التحدي ( مثل المغتصب الذي سطى في الغابه على رجل وزوجته ورسم دائره على الارض ووضع الزوج داخل الدائره طالبا منه اللاحركة وهدده اذا وضع قدمه على خط الدائره سوف يقتله واخذ زوجته ليغتصبها وعندما عادت الزوجه استنكرت جبن زوجها فرد عليها الزوح لكني وضعت قدمي على خط الدائره عشرات المرات ).
انتقل هذا السلوك من المشهد الاجتماعي الى المشهد المسرحي والفني ثم الى المتلقي فاكتملت الدائره فأصبحت مناجاة وترند متبادل بين مكونات المشهد الفني (المؤدي والمتلقي والمحتوى)تبادل الانهزام بلا جدل تراجيدي .
لهذا لاحظنا على مدى السنوات الاخيره للانتاج المسرحي في المسرح العربي على اقل تقدير شخصيات ونصوص مسلوبه الاراده .
ابطال مستلبين متباكين مندمجين بالتغني بشعر المأساة والولوله ولا يعني هذا ان جذور الدراما ومابعدها لم تأخذ بريقها وتاريخها التكويني من الالم بسبب سؤال الوجود ، لكن هناك فرق كبير بين التراجيديا والماساة .
الماساة مفهوم عام مرتبط بكارثه لانهائيه (disaster)كارثه عدم القدره على الاجابه وعدم القدره على تجاوز الشعور بالفشل . وكل تراجيديا هي مأساة ولكن ليس كل ماساة هي تراجيديا
الماساة مصدره سؤال الوجود اللانهائي، النهايه غير معلومه ،قدريه وتدعو الى الياس والانتظار والاستسلام .
التراجيديا نوع ادبي اخذت من نص الم الماساة واعادت صياغته بمخرجات جماليه ملموسه تحفز فينا دافع الاراده الى الحياة بدل الاستسلام والياس وتتميز بنهايات وخيارات مفتوحه تنهض على اعاده قراءة الواقع بعد تفكيكه وذالك بتحويل المستحيل الى معقول وممكن
وهذا هو الاختلاف بين التراجيديا والماساة والتي على اساس ذلك تشكلت ظاهره الثقافة المسرحيه لاعاده التوازن السايكولوجي الى الوضع النفسي والعقلي للانسان من عبث المستحيل الى تحدي والشغف والامكان (بكسر الميم)

جانبين ساهما في تشكيل سلوك العقل الماساوي المنهزم
١- المأساة لها علاقه بشعور مزدوج
الشعور الابدي بالذنب وشعور مهيمن لتكفير ذلك الاحساس الابدي بالذنب والذي وصلنا من النصوص المجاورة للمعتقدات ، لهذا اخذ هذا الشعور طابعا ابديا وميتافيزيقيا
٢- على مستوى الملموس الواقعي السلطه السياسيه تبنت على الارض سلطة اثاره الخوف من الجدل ثم قبول واطاعة الراهن على ماهو مقرر له بوهم الضبط والسيطره على اعتبار السيطره والضبط حاله مفروضه من الاعلى اوالسلطه او بالقوه وليست ثقافه وتكوين داخلي، لهذا مالت السلطه الى الترحيب بالجهل على حساب المعرفه وخلط النخبه بالجهل لأعتقال التأمل والجدل ). يقول جورج ارويل (ليس الجهل مايخيف ولكن اولئك الذين يسخرونه)………….نهاية الجزء الاول


بهذا تحول الشعور المضطرب بالسكون والقلق على مستوى المعتقدات الغيبيه والواقعية الى حالة ابديه تجسد في طقوس الانتظار لحضور المنقذ بوسائل متعدده (او بتقديم الاضاحي وبجلد وتعذيب الذات لاستدعاء المنقذ او بفكره التطهر او الطهاره المرتبطه بالتضحية والشهاده والفروض
فالماساة انشغال وكابوس مستمر ومهيمن يعتقل الحركة والنمو لصالح السكون.
لهذا عندما تختلط على المسرحيين التمييز بين المأساة والتراجيديا ويعتبرون المأساة هي التراجيديا تهبط عروضهم ونصوصهم الى العالم الاسفل عالم الموت والسكون فيكون ابطال هذه العروض شهود على قبورهم مستلبين مستسلمين لاحتفالات النواح الابدي ومازوشيه جلد الذات والانتظار
علما ان المشهد المسرحي او التراجيديا حصرا جدل وحوار وسؤال وتحدي واراده فرديه فيها نتائج ومحفزات للتغير والتفكيك واعاده القراءه وتنتمي الى المستقبل والاعتراف بالخطأ لتجاوز الجهل بخبره الصراع لانتاج الذات في اطار الخبرة والمعرفه لان المعرفه لها علاقة بالمستقبل لهذا يصف ارسطو الحدث التراجيدي (بما ممكن حدوثه في المستقبل)وليس مايحدث( الان وهنا )فقط.
ونكرر مرة اخرى للتأكيد ان الالم والماساة هما مصدر التراجيديا هذا متفق عليه لكن التراجيديا خلع على هذا الالم وجودا موضوعيا للتحول والحركه بدل السكون والانتظار ويمكن تسميه ذلك التحول بفلسفة الجمال لتحفيز الاراده على الاحتواء والتجاوز .
ان قيمة الفن هي الدافع الى الحياة وليس الاستسلام لها والسكون
المسرح العربي وحتى العروض التي تدعى المعاصره غالبا تحمل صفة المأساة للتغني بعواطف الألم السرمدي ، ويجب ان نلفت النظر كذلك بحيث لانستطيع ان ننكر بان التراجيديا اعتمدت حماسه العاطفة لاداره الحدث والصراع لكن هذا الاطار كان يختم (بعقل العاطفه) اي ان التجربه العاطفيه على مستوى المحتوى كانت تحتكم ونستنبط درس الحكمه من خلاصه الحدث العاطفي
كذلك نظرية مابعد الدراما والتي حاولت تفكيك حماسة العنصر العاطفي من الدراما القديمه لصالح الموقف النقدي والعقلاني باعتبار تلك العاطفه تفريغ وتسكين ومخدر لتكريس التدجين لكنها لم تتخلى عن العاطفه بل وضعت مسافه ادائية بين العاطفة والموقف النقدي لان العاطفة بلا مسافه عقليه تؤدي الى التماهي والاندماج وهذه العمليه تشل قدرتنا على تبني الموقف النقدي من الحدث او رؤيه الحدث كما هو او بتناقضاته وليس باثاره الانفعال ليتم تهدئة الانفعالات بالتفريغ .(الكثارسس)
ان المسافه بين المأساة والتراجيديا هي نفس المسافة بين السكون والحركه. ونفس المسافة بين العبث ، والاقبال على الحياة
لهذا السبب طلب الكاتب والمخرج الالماني برتولدبرخت من صموئيل بيكت ان يخرج مسرحيه (في انتظار كودو) فرفض (صاموئيل بيكت )العرض . لان برخت شرح له رؤيا الاخراج بعبارات بسيطه قال بما معناه ( في الوقت الذي ينتظرون ابطالك الحلول من كودو الغائب ساعرض خلف انتظارهم شاشات لحركة عمال يشتغلون بحماس يبنون ويعمّرون مدنهم ويتعايشون …..
الدراما تعني تحفيز قوه الحياة في وجودنا بدل الوقوف على قبورنا والاستسلام لعبثية سؤال الوجود باعتبارنا ضحايا ). لهذا تبنت الدراما الفعل لكشف هويه الطبيعه (الانسان هو فعله ) لكن هيمنه الفكر الواحد تاريخيا ولدت (بتشديد اللام) ضغوطا ضد طبيعة العقل البشري الذي يتمتع برؤيه الحاله ونقيضها في نفس الوقت لكن سلطة الهيمنه افرغت هذه الطبيعه لتغيب الرؤيا فاستسلم العقل قهريا للتمتع بالمازوشيه لان بيئة الهيمنة اعتقلت طبيعة العقل فأنكفأ العقل على نفسه بسبب الخوف من المواجه الى درجه التصفيق والتهليل للشعر والعرض واغاني الماساة التي تتغزل بالالم والوجع والسكون هذه العلاقة بين السلطة والرعية تحت عنوان (الصبط الاجتماعي ) المفروض بقوه من الخارج بدل تنميه المسؤوليه الداخليه والمشاركه من الداخل بسبب الجهل والخوف (بتشديد الياء) لم يغيب عقل الرعية فقط انما غيب حضور الاثنين معا( السلطه والرعيه )،
السلطه القهريه باثارة الخوف ورعايه الجهل اعتقلت عقل الرعيه بالفكر الواحد المقدس المطلق، والرعيه اعتقلت عقل السلطة القهريه بالازدواجيه والنفاق الفكري والعاطفي بسبب الخوف
والاثنين فقدوا الامان والاطمئنان بالخوف المتبادل المعلن وغير المعلن بينهم بحيث تحول الصراع بين الاثنين الى انهزام داخلي وحرب مكتوم غير معلن بين الجميع ضد الجميع والى انانيه سيكلوجيه وكراهيه مخنوقه و مقيته تأكل بعضها .هذا المناخ هيمن على جميع الاطراف وجميع المشاهد الاجتماعية والفنيه، والصراع بينهما اخذ شكل التخلي والثرثره برمي احدهما مسؤوليه الازمه على الاخر على عكس محتوى الفعل التراجيدي تماما التي منذ نشئتها الاولى كرست فكره تحمل المسؤوليه الذاتيه للخطأ بسبب الجهل. اي ان البطل الدرامي يعتبر غفله الذات والوعي هو العدو الاكبر في مواجه الصراع لاعادة تفكيك و قراءة الذات والاعتراف عليه.
. هذه الحاله باتت لاتختلف عن الاستراتيجيه العالميه
التي تتعرض له العقل المعاصر.

العولمه….


المجتمع العالمي الان باسره ويتوجس من القادم بسبب عمليه التفكيك للثقافات امام تكدس الثروات التي من مخرجاتها التحكم بالقرار لصالح السوق والتسليع باسم الخدمات الراسماليه بحيث بشرت حصر وتكدس الثروات منذ سنوات خطوه بخطوه الى ازاحة الانسان من قلب الكون كذات ومعيار ، وفتحت ابواب نظام السوق لتقيم كل المعطيات لذلك اصبح السوق والتسليع هما مصدر عمليه التقييم للوضع الانساني .
بهذا التحول تم زحزحة قيم الثقافه التي تعتمد اولوية المنظومه الاخلاقيه بأعتماد ذات الانسان معيارا في التقييم الى منظومه اخلاقية تعتبر السلعه مركزا ومعيارا للتقييم لذلك تم تفكيك ذات الانسان لصالح ذات السوق ، وتم تشيئه ، وهذه العمليه مهدت وستمهد بشكل اعمق لنظريه (مابعد الانسان )تكنلوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي ( الخدمات الراسماليه)
من هذه المعطيات علينا ان ننتبه الى ازمه التناقض بين التراجيديا والنظام العالمي الجديد
الدراما استمدت هويتها من نظام العالم الابدي (امس واليوم وغدا) باعتبار الانسان هو قلب الكون فصاغت هويتها من لغز السؤال الذي تم توجيهه لاوديب حتى يزول الطاعون من المدينه ( ماهو الشى الذي يمشى على اربعه ثم اثنين ثم ثلاثه )
والاجابه على هذا السؤال هو الذي يرفع ويزيل الطاعون من المدينه لان المدينه بلا مركزية الانسان طاعون والعالم بلا انسان طاعون وطالما عصرنا لايستطيع الاجابه على هذا السؤال سوف يعود الطاعون من الجديد.
عندما يغادر الانسان مركز العالم لكي يحتل مجرشة التسليع والسوق والتشيئ المركز
يتحول طبيعة رغباتنا الانسانيه كما تقول حنه آرنت( بعد ان كانت الثقافه مرآة للتفكير والتأمل العميق والمعنى تتحول الان الى سلعه للتسليه والاستهلاك السطحي ).
يتعرض المجتمع العالمي باكمله الى عمليه تدجين وتسليع لصالح السوق ، تحت هذا الاطار تحول العقل الذي كان اداة للتفكير والتأمل الى وسيلة للهروب على مواجة الذات حتى على مستوى الاحساس والمشاعر . . نحن مقبلين الى ازمة وجوديه تهدد الهويه الانسانيه عندما تصبح التسليه لتركيس الغباءالهدف الاسمى للانسان وسوف تنتقل عمليه التسليع الراسمالي يوما بعد يوم بالعدوى الى نظام الاسره والاخوه وعلاقات الحب والحميمة والسند لذلك نفقد شعورنا بالامان والطمأنيه ونفقد حتى فكره الجمال التي ابتكره الجدل التراجيدي باعتبار الانسان مركز العالم الى احباط واستسلام وعبوديه قادمه.
نحن الان في مواجه شرسه ونقله كارثية للعوده الى المربع الاول الى ماقبل ظاهرة الدراما والتراجيديا اي السؤال الاول(الماساة) .
بسبب استثمار الاموال في سوق الاسهم وتبادل السلع الى استثمار الاحباط والفشل والجهل والفوضى والمرض والتشتت وتعويم العمله والمعرفه والانسان في مسيره التخطيط لنظريه ما بعد الانسان .
يوما بعد يوم تجري عمليه عبقريه لتعويم فردانيه الانسان الذي هو قلب الحدث الدرامي الى قطيع متشيئ باملاءات التسليه ووهم الحريه الافتراضيه على وسائل التواصل لتشكيل الواقع الانساني بالتلقين الاعلامي لان الاعلام اصبح تماما ليس ناقلا للحقيقه بل دافعا للانضمام والاصطفاف مع القطيع . وكما يقول تشومسكي ( يتم تصنيع الموافقة عبر الاعلام ليقتنع الناس بما يخدم التسليع عن طريق التهويل والالهاء والانتقائيه حتى لانرى العالم كما هو بل كما يراد لنا ان نراه (هيمنة الفكر الواحد)
مؤسسات ضخمه وشركات عملاقه تتبنى هذا النهج على مواقع التواصل الاجتماعي لاعتقال الارادة والتحدي بوهم فرضية التواصل المشاعي. لعزل الاراده والعقل والتحدي الواقعي بتسويق التسليه الحره لمسح عمق ذاكرة الانسان وتعويمه بالشفرات السريعه والمعلومات المتواليه والمتلاحقة التي تمحو احداها الاخرى .
نظام التسقيط بالتسليه او الانهزام بالماساة على جنازة وجودنا المتأمل
الذي يتعرض للتهديد المباشر وغير المباشر من قبل نخبه الثروه المضطربه التي تحلم بالحلم القديم لتحقيق وهم الخلود على حساب المعنى لصالح المليار الذهبي بمعايير الكيل بمكيالين والمؤامره والانانيه والمافيويه بحيث وصلت الى درجه السطوه المباشره على ثروات العالم تحت يافطة معادلة التهديد مقابل الحمايه التفاوض السياسي مقابل التفاوض المافيوي لحمايه الشركات العملاقه والمنافسين ، صراع العجز الاقتصادي وتكدس الثروات
وهذا الصراع سوف يجفف عالمنا من الانسان حتى يتمتع لوهم تمتع المليار الذهبي برفاهيه الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تقضي حتى على الثروه والسوق لاحقا .
النظام العالمي تخلت عن اوهام التسليه الديمقراطيه العجوزه لصالح التسليه التي ترعى وتحمي جهل القطيع وتسلع رغباتهم واحلامهم حتى المرض الهوس الاحمق بالخلود كما ذكرنا حتى على حساب الفناء ، انها اكبر فتره دكتاتوريه للعبث يتعرض له العالم المعاصر بعد موت المعنى الذي تسللى به الادباء والمثقفين ردحا من الزمن .
ان اندماج المسرح والفنون مع هذه الماكنه التي ستبتلع الذاكره ومتعة الاختلاف وجماليات الخصوصيه الثقافيه والفردانيه والذات والاسره لصالح القطيع العالمي سوف توفر الرفاهيه للنخبه التي تتلذذ بحفلات اثاره رغباتهم وحماسهم الشهواني للتسليه ببعضهم مثل حلبات الرومان عندما كان الامراء على المقاعد يتلذذون بافتراس القطيع لبعضهم في الكولوسيوم الايطالي
هناك ظاهرة داخلية ونفسيه علينا ان ننتبه لها، الجماهير عندما مسكونة بالخوف التي تثيرها الاعلام الموجه ولاتستطيع ان تقاوم شعورها بضغط السلطه او لاتجد سببا لفهم جهله ولا يجد منفذا او مسربا لازمته تتحول تلك الازمه الى تشتت والى جلد للذات ويتسرب غالبا الى الانتقام لنفسه من ذاته ومن ابناء جلدتة ، وهذه قاعده نفسيه تستغلها نخبه الثروه لتازيم الحدث في المناطق التي تريد استغلالها حتى تتقاسم الناس المعيشه التسليه بشهوة العنف لتفريغ تكدس الانفعالات .
علينا ان نعلم اننا نعيش الان في مرحله مفخخه بالتجاوز على قيم الانسان مفخخ بالتفاهه لخلق شعور باللاجدوى والعبث لازاله النجوم والنخب . ليس المهم ان تكون مبدعا انما ناشرا واعلاميا تابعا وقحا يدفع لك المستثمر او المنتج حتى لو كنت تافها لتنفيذ مشروعه وللانتقام من الخصوم وتسقيط النجوم والمبدعين والمفكرين لان تكنلوجيا الصراع العالمي المعاصر يشتغل على نظام التقسيط ( مشاعية تسقيط القيم الانسانيه والانسان بالرغبات المنحرفه ) الرغبات المنحرفه هي التي تتصدر المشهد العالمي ويتم تسويقها تحت عنوان الجراة والشجاعه والبطوله ومن يتوفر عنده الاستعداد لفعل ذلك اعلاميا او طبيبا او منظمه او مؤسسه يكافئك المستثمر بان بجعلك تتصدر المشهد بالمناصب والترويج مع علمه بانك لاتستحق ذلك لكنه يستغل شعورك بالاحباط والكراهية والاضطراب النفسي ورغبتك لتعويض الاحباط بالانتقام ليس المهم من شى محدد انما من كل شى لكي تنفذ الاملاءات وان اي ملاحظ بسيط الان يدرك كميه التافهين الذين يتصدرون المشهد العالمي

التسليه وقنوات التواصل الاجتماعي

◦ التواصل الاجتماعي ستراتيجيه وفضاء وبيئة ومسيره مسليه غير واعيه للتشيئ والتسليع لاجتذاب المتابعين اجتذاب التقييم والتقدير والتعاطف بكل وسائل الاثاره الفكريه والغريزية والاخلاقيه ليس المهم نوع الاثاره انما المهم اجتذاب الاخرين الى حضيره الاثاره بالعدد (نظام السوق) وهذه البيئه تحولت الى شهوه وصراع ورغبة محمومه لتعويض فجوات وفشل القطيع المحبط ، بدأت تتوسع يوما بعد يوم الى هوس وهم الفردانية الذي كان يتمتع به النجوم والنخب الذين حققوا ذواتهم بجهوديهم الانسانيه والفكريه والإبداعية
◦ لكن العمليه انقلبت بتغير رغبه المتابعين من كائن مفكر الى مستهلك مرتاح لان المجتمع اصبح احادي البعد كما يقول( ماركوز )الراسماليه الغت التناقضات بين الحريه والاضطهاد وبين التحرر والعبوديه وقدم الوهم كبديل عن الحقيقه الراسماليه الجديده انتهت من مرحله استعباد الجسد الى استعباد العقل والرغبات ويقدم هذه العبوديه بالوان فان كوخ الزاهيه (تسويق العبوديه بالتسليه )بدلا من متعة الاكتشاف لهذا تغيرت رغبه المتابعين من متعه متابعة المبدعين وتميزهم الى التسليه بخدمه الرغبات ومن ثم تم التنافس على تسليع هوس رغبة عدد المتابعين مقابل مكافئه ماديه من الشركات التي تروج لهذا النوع من التسليع وبالتالي الدوافع باكملها دخلت نظام السوق والتشيئ وهذ السلوك بالتالي يمنح قيمة سلعيه لهذا الفرد الذي يكتسب اكثر عدد من المتابعين فيدخل مرحله المتحول الجنسي( ولا اعني بالتحول الجنسي المفهوم التقليدي الشائع انما اعني تحول جنس الانسان كذات وكمعيار الى جنس اخر في النوع والقيمه (سلعه ) ومن المركز الى الهامش) من انسان يوظف مشاعره وفكره بقيم التمتع بالحياة مع ابناء جنسه الى منشغل مهوس كليا للتنافس على تعميق وترويج وتسليع ذاته بوهم النجوميه وليس بالمنجز الانساني (لانه اصبح متحولا )انما بتصدير حتى ابشع انواع التفاهات . هوس مجنون فتح الابواب على مصراعيه للذوات المحبطه والهامشيه لتعويض فراغ الاحباط والصدمات والفشل وتعويض و مراقبه مستمره بين لحظة واخرى لمشاهدة العدد الذي تعاطف فكريا او عاطفيا او شهوانيا مع منشوره او تصريحه او صورته او وقاحته الصوتيه والجسديه او الاعلاميه ، المهم هو عدد المتابعين او المشترين للسلعه باحتفالات استعراضيه (انتحاريه ) واقصد ذلك ، انتحاريه لانه انتحار اندماجي ومسيره مسلية غير واعيه للتضحيه بالوضع الانساني ليس باتجاه العبوديه القادمه فقط بفعل التسليع انما خلط الاوراق حتى لتهميش النخب ورموز التأمل الفكري لحماية العمق الانساني .
◦ السؤال
◦ ماذا يريد منا العالم الجديد ونحن نعيش كارثة تسويقيه للتسلية بالغباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى