المسرح العراقيمقالات

“الجدار” لسنان العزاوي : عفوا يأجوج ومأجوج فنحن أبناء قابيل أشدّ مسخا منكم

“الجدار” لسنان العزاوي : عفوا يأجوج ومأجوج فنحن أبناء قابيل أشدّ مسخا منكم

مفيدة خليل

في عالم مدنّس مليء بقاذورات أحفاد قابيل الأخلاقية والنفسية واللفظية يتصارعون أيّهم يكون اكثر شرّا وقبحا، في فضاء لا انساني تمحى داخله كل القيم وتوزع مجانا اشد أنواع الزيف الديني والمجتمعي تقيم شخصيات “الجدار”، في منفى مربك للروح والفكرة يضع سنان العزاوي وحيدر جمعة المتفرج ويجبرانه لساعتين ونصف على سؤال ذاته: هل انا انسان؟ هل امارس قيمي الإنسانية؟ ام انني مسخ اشبه تلك الشخصيات؟.

مسرحية “الجدار” تجربة إنسانية ومشروع فنّي اشتغل عليه سنان العزاوي وحيدر جمعة وعلي محمود السوداني جمعة ليقدم للجمهور جمالية القبح ويعرّون زيف كل السلطات السياسية والدينية والأخلاقية ويشيرون بأصبع الاتهام الى الجميع، فالكل مشارك في جريمة انتشار الزيف، وعلى الخشبة سيكون البوح موجعا للشخصيات، المسرحية من أداء إنعام البطاط (عرض قرطاج) لبوة عرب، إسراء رفعت، رضاب أحمد، زمن الربيعي، رهام البياتي، نعمت عبد الحسين، عراق أمين، شيرين سيرواني، وعبير جبار ويحى إبراهيم ومجموعة من شباب المسرح العراقي، كوريغرافيا علي دعيم وموسيقى رياض كاظم.

الجدار مسرحية تعرّي قبح السلطة والعادات والمجتمع 

أجساد تتحرك على الخشبة، نساء لكل حركة معينة، واحدة تحاول الطيران، الأخرى تتسلق جدارا أبيض، الثالثة تحمل سبحة أطول منها والرابعة ترقص، الجمهور يدخل القاعة والاجساد تلك لا تبطل الحركة بل تواصل، تضاء القاعة تدريجيا، ليكتشف الجمهور ان المخرج سنان العزاوي والمؤلف حيدر جمعة كلاهما يلبس بدلة أنيقة بيضاء ناصعة أحدها في الزاوية الامامية اليمنى للركح والأخر الزاوية اليسرى؟ فهل هما جزء من المسرحية؟ يرتفع صوت البيانو، ثم يتكلم كاتب المسرحية ويطرح اسئلته: هل نحن احياء؟ هل نحن بشر ونحمل الصفات الإنسانية ام نحن حيوانات؟ هل نحن ملائكة بأرواح شياطين؟ هل نحن مؤمنين باخلاق القوادين؟ عذرا لا تهتمي لهذا (الخراء) الذي اطلقته من فمي من نحن؟ هذه الشخصيات التي سوف تشاهدونها قذ تنتمي الى مكان وقد لا تنتمي قد تنتمي الى زمان وقد لا تنتمي انا الشخص المسؤول عن رواية قصة هذه السيدات وربّما لست انا المسؤول، فحيدر جمعة منذ اللحظة الأولى ليعلن للمتفرج انّه سيضعه على حافة السؤال فلينتبه. 

منفى، او سجن وربما معتقل مكان تنفى اليه النساء يسيّره شخص دون ملامح فالسيد يلبس قناع الجوكر، هو ابن السلطة وقوّادها، اليه ترسل كل النساء المخطئات حسب المنظومة المجتمعية والأخلاقية المتعارف عليها، في هذا المكان كل النساء مخطئات متعفنات، غارقات في “قيح” الرذيلة حسب ما يقرّه المجتمع، هنّ في مكان مسلوبات القرار والإرادة وفي ذاك الفضاء ذي الأبواب التسعة يجب ان يغتصبهنّ المدير كترحاب وبعدها قد يعدن طاهرات، فالسيد المدير لجسده ووقعه على جسد الانثى ترياق الخلاص من خطيئة الخارج، فهل توجد بشاعة اكثر؟.

المنفى الوهمي، هو عنوان الصراع بين الحضارات، وتحديدا سيطرة حضارات مدن العالم الأول على أفكار وبشر سكان العالم الثالث، فالفضاء المتخيّل يبدوا انه عقاب من العالم المتقدم الى العالم الثالث بسبب كثرة الحروب والتطهير العرقي والطائفي “وبدلا من ان تجد إدارات العالم الثالث حلولا ناجعة لتلك المجموعات ذهبت لأنشاء منافي لتنفي فيها كل البشر الذين يثيرون حفيظة إدارات مدن العالم الأول لقد جاءت الضرورات الحتمية لانشاء تلك المنافي بناء على شروط صارمة وضعتها إدارات مدن العالم الأول وعلى إدارات العالم الثالث ان تلتزم بها وفي مقدمتها هي ان تكف العصابات والميليشيات التي تنضوي تحت غطاء إدارات مدن العالم الثالث عن ممارساتها الوحشية” كما صرخ مخرج العمل اثناء تقديم الشخصيات المنسحقة خلف الجدار.

كل الأجساد ترقص محاولة الطيران والهروب من الفضاء الخانق، لكل حركة رمزيتها فإيقاع الجسد لغة عمل عليها الكوريغراف علي دعيم في “الجدار” لكل خطوة ونقرة يد او حركة جسد دلالة تشبه الشخصية وتضفي عليها ابعاد جمالية.

كتب النص بالكثير من الوجع، التقط حيدر جمعة أبرز الجرائم الأخلاقية وصنع منها شخصياته المسرحية، رغم القبح الموجود في النص فالشخصيات جميعها بريئة من التهم، كلهّن رغم فداحة الجريمة ضحايا المجتمع والعادات والدين ولامبالاة العائلة، يظهرن أول الامر غارقات في عفن الفساد ولكن كلّما باحت إحداهنّ بسبب وجودها في ذاك المكان يكتشف المتفرج أنهنّ ضحايا، وكم من امرأة ضحية في مجتمعاتنا العربية والمجتمع العراقي تحديدا؟ وبكل جرأة كتب حيدر جمعة نصّه وألبسه مساحة للنقد ونزع القداسة عن السلطة المجتمعية والعائلية والدينية، فكل السلط متهمة وجميعها مسؤولة عن هذا الفساد.

يختزل الجسد الوجع ثم يحوّله الى فعل ابداعي، على الخشبة تتسارع حركات الأجساد مع صوت موسيقى البيانو، تحاول النسوة التعبير عن وجعهن، في شكل مونولوجات متداخلة تفسر سبب التواجد هناك، هذه المونولوجات المنطوقة تتناص مع حركة الممثل، عمل صعب على المستويين الذهني والجسدي فلكل خطوة حساباتها الدقيقة حسب إيقاع الكلمة وطول الجملة، تركيبة ملحمية قدمها ممثلي الجدار لصناعة فرجة تبهر البصر وتجبر العقل على السؤال وتحفر بعيدا في خبايا الروح عن وجعي مخفي سينفلق مباشرة بعد انتهاء العرض، فمشاهدة “الجدارة” بمثابة “الكاتارسيس” الذي سيعيشه المتفرج اثناء وبعد العرض.

شخصيات موجعة تثبت انّ الجميع شريك في الجريمة 

يستحضر كاتب النص الوجع النسوي ويضعه عاريا على الخشبة، يجرد شخصياته من زيف المجتمع والدين ويترك لها مساحة البوح والصراخ، هنّ ضحايا وإن اتّهمن، هنّ متألمات رغم المنفى، التقط كاتب النص شخصياته وقرر وضعها في “منفى” في احدى دول العالم الثالث كما قال المخرج قبيل انطلاق الحكاية، جعلها عارية من الزيف، صادمة وحقيقية جدا، هذه الشخصيات المتخيلة تشبه العديد من النساء الحقيقيات في بلداننا العربية، فقط اختلف المكان والرمزية.

الأولى تردد جملة “اريد الخروج، اين بناتي” وتحاول دائما تسلق الجدار ثمّ السقوط هي امرأة ضحية زوج شاذ اكتشفت انه ممن يحبون تبادل الزوجات فخطفت بنتيها وقدمتهما قربانا للنهر، فمياهه الجارفة أكثر رحمة من ابّ يبيع شرف بناته وزوجته وقدمت اسراء رفعت الشخصية وانصهرت حدّ الوجع معها.

الثانية تتحرك كما الفراشة، نصفها السفلي عاجز عن حملها ورغمها تحاول الطيران دائما وتقول “طيري، طيري” شابة قتلت والديها بالرصاص ولم تشفى بعد من غضبها، حلمت بالطيران وامام لا مبالاة والديها، جعلها شقيقها تدمن المخدرات وتطير في عوالم اللاوعي حدّ الزواج منه والانجاب، وأبدعت لبوة عرب في لعب الشخصية وأجمل المشاهد كان لحظة الطيران.

الثالثة لا تكف عن الرقص، ابتسامة مرسومة على الوجه رغم الوجع والجسد لا يكف عن الحركة بذاك الفستان الأحمر المغري، فتاة استغلها الجميع واستغلوا جسدها لتكسب القليل من المال، كل من يراها يقرر اغتصاب الجسد قبل تشغيلها، يحولها الفقر الى راقصة تقتات على الم الجسد ووجع الجنس وقدمت الممثلة انعام البطاط الشخصية في عرض مهرجان قرطاج عوضا عن الممثلة الاء نجم بسب تعرضها لإصابة.

الرابعة باعت روحها وجسدها لشيطان الحب، اختارت حبيبها عالمها، بدينة شكلا، اسكنها جنة كلامه المعسول فخسرت العائلة والعمل والاقارب والذات، ثم هجرها بجملة “انت سمينة”، كلمتين حوّلاتها من عاشقة الى وحش قتلته بطعنات تجاوزت الستين ولازالت دمائه تسيل على جسدها.

الشخصية الخامسة قدمتها رضاب احمد، امرأة زوجها مدمن أفلام اباحية ولا يفرق بين الواقع والخيال ويريد ان تكون زوجته مثل تلك الأفلام، تمارس الجنس بنفس اللذة والعنف والشبقية المهينة، وحين ترفض يجرّح جسدها بسكينه كما يفعل الجزار مع قطع اللحم، تهرب من سجنه الى هذا المنفى، الشخصية تمر بمراحل نفسية وفكرية متعددة، فهي ستصنع من صعفها قوة وتحوّل المها الى طاقة لتصبح غاصبا لا مغتصبا وتلبس بدلة رجالية حتى تمسح من ذاكرتها بقايا صورها الانثوية الضعيفة.

الشخصيتين السادسة والسابعة يمثلان عنف السلطة الدينية، فواحدة حرمت من طفولتها بسبب اغتصاب والدها المتكرر لها، بفستان زهري جميل وجدائل طويلة وبطن منفتخة ورأس مشوه ينزل من بين فخذيها برزت الى الجمهور وهي تضرب البطن محاولة اسقاط الطفل، طفلة حامل بطفل، حرمت أحلام الأطفال ولعبهم بسبب شهوة ابّ، اغتصبها مرة وثانية، وحين باحت بوجعها الى أمها اتهمتها السلطة القبلية والدينية بالجنون ورميت في حجرة شخصية موجعة لعبتها رهام البياتي بشغف، هذا الاب مغتصب أحلام ابنته اغتصب الكثير من الفتيات باسم “الله اكبر”، اجهض أحلام الفتيات، سرق امالهنّ باسم الاه يعتقد هو واشباهه انهم المخولين للحديث بلسانه على الأرض، تجار الدين والدم عانت منهم العراق كثيرا، فلداعش اثرها في نزيف الجرح العراقي وما عاشته العراق من خراب لازال يشهد على قبح من يذبحون الانسان باسم الرب.

الشخصية السابعة لعبتها زمن الربيعي هي فجزء من الجريمة الدينية لانها كانت تبيع الفتيات الى الباحثين عن زوجات لساعات او أيام، “زواج المتعة” او الزواج الحلال كما تسميه الشخصية، جسد نضر قبالة دنانير وتنتهي الصفقة، الشخصية صاحبة السبحة تدعي الخشوع وهي اكثرهنّ انحلالا تحاول قطع “العضو الذكري” للمخنث لان الجهاديين يحتاجونه ليفرّخوا مسخا دينيا مثلهم.

عالم مدنس بالفساد الأخلاقي والقيمي هذا ما تريده السلطة، المشرف على عذابات النساء في المكان، جسد رجل وتصرفات وصوت انثى، طفل اغتصب في الرابعة وتعود على لعبة الاغتصاب، رجولته مكتملة “انا رجل” ولكن (قواد السلطة) صاحب المكان، يريده ضعيفا دائما لأنه هو اول من اغتصبه وجعله تابعا لا سلطة له على قراراته ولا نفسه، الشخصية المربكة في العمل، ليحيى إبراهيم قدرة رهيبة على التعامل مع الشخصية والانتقال بين انفعلاتها العاطفية المتطرفة في وقت وجيز، ممثل متمكن جدا من دوره ولحضوره على الخشبة بريقه المميز.

 في هذا المربع المدنس تعيش الشخصيات دون ان تحيا، تحمل همّ الخارج وذنوبه، تظل مقيدة بالدنس والرذيلة التي اتهمت بها، وفجأة تقرر الصحوة، بعد البوح بالوجع واعتراف كل واحدة منهنّ بسبب وجودها خلف تلك الجدران، تقرر الشخصيات الثورة على قواد السلطة” صاحب المنفى، تحاول الصراخ فتتحرك الشفاه دون خروج الصوت، وحدها الأجساد تنتفض، ثم تنطفئ البصيرة وينتصر الجلاد لا الضحية ويخرج الى الخشبة العشرات بنفس البدلة السوداء وقناع الجوكر على الوجه، فعدوى قبح السلطة لا ترياق لها.

السينوغرافيا بوابة لاستقراء زيف الإنسانية 

الجدار جدران حاول حيدر جمعة وسنان العزاوي وعلي السوداني تدميرها، حاولوا فتح كل المنافذ علّ تلك الأرواح المعلّقة تحلق بعيدا، “الجدار” في المسرحية ليس مجرد عنوان بل فضاء درامي تتحرك داخله الشخصيات، جدار ابيض مربع الشكل، علوّه شاهق، به بعض المدرجات الصغيرة تحاول الشخصيات عبرها الصعود على أمل النجاة، الأبواب في هذا الجدار عددها تسعة، وللرقم رمزية تحيل الى الاكتمال، فجميع الشخصيات عاشت دورة الوجع كاملة وتريد التحرر للانطلاق من جديد، الجدار متحرك حسب تطور الاحداث، الجدار وتفاصيله الدقيقة صنعت بحرفية تحت اشراف الفنان محمد النقاش.

صوت أوبرالي ساحر يغني، صوت رقيق يخترق القلب لجماله، صوت مغنية الاوبرا نعمت عبد الحسين،حين يشتعل الضوء يكتشف المتفرج مدى قبح وجه الشخصية، وجه مشوّه بأنف خنزير وتجاعيد حيوانية تشبه المسخ، هذا المسخ اعتمد تقريبا في كل الوجوه القرينة، من الفيل الى الكلب وجسد الشخصية المشوّه بالكامل، صلعاء وكل جسدها مقشّر بفعل التعذيب، تفاصيل تبدو وكأنها حقيقية لشدة الاتقان، دقة الماكياج الموضوع على وجوه الشخصيات واجسادهم من ابداع الماكيور والفنان التشكيلي ضياء حمزة، فنان متمكن من الألوان وحركة الريشة جعل وجوه الممثلين كما اللوحة البيضاء رسم عليها دواخل الشخصيات وألمهم وجعل القبح جميلا، فلضياء حمزة بصمته الخاصة في التعامل مع اللون والفكرة.

الجدار عرض متكامل البناء، قدم العديد من المشهديات المذهلة للمتلقي، اعتمدوا كثيرا على صياغة جماليات القبح، الوجوه المشوهة، الأجساد المفتتة قليلا، الدماء الاسنة على بقايا اللباس، والاقنعة المذهلة، لكل شخصية قرينها الحيواني، الفيل والكلب والارنب والخنزيرة، والجوكر، أقنعة صنعها بشار فليج بحرفية عالية، فنان حوّل القبح الى منظومة جمالية تعكس العنف الذي عاشته كل شخصية، الأقنعة جزء من اللعبة المسرحية والفعل الدرامي المتغير في مسرحية الجدار.

للموسيقى دورها في تفكيك العمل، الموسيقى صرخة الروح ضد الألم، الموسيقى كانت السند الصوتي ليكتشف المتفرج وجع كل شخصية، كمية العنف الجسدي والنفسي الذي عاشته شخصيات حيدر جمعة اختزلته الموسيقى في نوتات محددة، في العمل اعتمدوا على العزف المباشر طيلة المشاهد، عازفة البيانو اميرة نور الدين بدورها جزء من الفضاء المدنّس هذا، العزف المباشر أضفى جمالية على المساحة المقيتة خاصة اثناء تماهي الشخصيات مع العازفة وتناصهم مع كل نوتة، موسيقى الجدار أبدع في كتابتها رياض كاظم. 

تصنع الإضاءة عوالم جمالية مختلفة، ترحل بالمتلقي بعيدا الى فضاءات اخرى، تنتقل الشخصيات بمشاعر الجمهور بين الواقعي والخيالي، الإضاءة اول السبل لفهم الحكاية وعوالمها، مركزة حينا على الشخصية او الممثلة وعامة أحيانا لتكون الرؤية شمولية، الإضاءة جسد متحرك وفكرة منفلتة استطاع السينوغراف صانع الجمال التقاطها.

 في العمل اعتمدوا على “المابينغ” لإبراز ما خلف الكواليس أي ما خلف حكايات النساء وآلامهنّ، الغرفة الحمراء او وكر الألم، ابتسامة السلطة حين تسيطر على العقول جميعها نقلت عبر المابينغ، كذلك فيديو الغرق حين تبوح الام بسرّ رمي بناتها للنهر، بداية الفيديو مع الباب الأول وأول خطوة للممثلة على الخشبة وكلما تقدمت الى الامام يعرض الفيديو على الباب الذي يليه، الي ان يصل الى النهاية مع سقوط الممثلة على الأرض، الفيديو مصوّر بتقنيات عالية ليبدو وكانه غرق حقيقي، المابينغ والفيديو مع انعكاس الضوء على الجدار الأبيض الناصع صنع ملحمة فرجوية ابدع الدكتور علي السوداني في رسم معالمها، السوداني من افضل السينوغراف في العالم العربي، فنان متجدد ومبتكر في مجاله السينوغرافيا كتابة وممارسة وتحصل على جائزة افضل سينوغرافيا في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج المسرحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى